سبق وأن تناولت صفحات التحرير موضوع محمية ضاية الطيور المنطقة السياحية، بعدما نوه مختصون وكذا أساتذة في التاريخ عن ضرورة الاهتمام بهذه المنطقة الأثرية الأزلية والتي تحمل من الصورة التاريخية والسياحية ما يجعلها محط اهتمام الكثير من الباحثين ….
تحظى العديد من المناطق الأثرية ببشار برونق سياحي يليق بترقية الاستثمار في هذا الجانب، لكنها مرشحة لمعانقة واقع كله نسيان وإهمال لسنوات قادمة ما لم يتم التفكير في تفعيل الدراسات القائمة على إستراتيجية واعية ورؤية ثاقبة بداية من إصلاح الطرق وفك العزلة عن تلك المواقع الخلابة لتسهيل وصول السواح إليها ، وكذا تشجيع المهتمين بالمجال، عساها إن تعيد الذاكرة المفقودة لما تزخر به هذه المناطق من مقومات سياحية ومواقع إستراتيجية مهمة، يؤكد أحد المهتمين للتحرير.
فعلى غرار المناطق السياحية تعتبر ” ضاية الطيور” الواقعة بالقرب من منطقة ” حمارو ” التابعة إقليميا لبلدية العبادلة والتي تقع حوالي 50 كلم عن ولاية بشار، محطة لعبور الطيور المهاجرة على مدار السنة خاصة أيام الأمطار وسنوات السمان، وتقضي الطيور فترة إقامتها على ضفاف البحيرة الكبيرة من ناحية جبل المفيرد، وتعد منطقة للاسترجاع بالنسبة لأصناف كثيرة من الطيور ، ومن ثم تعود إلى مواطنها الأصلية في كل فترة ينزل فيها الغيث بنسبة قوية ، ولكن اليوم ما فتئت هذه المنطقة التي تعد محمية وطنية بين سندان التهميش ومطرقة الظروف الطبيعية.
ولا تزال تتراجع صورتها الطيبة بشكل سلبي متسارع وأصبح منظرها مشينا ، في الوقت الذي يطالب الكثير من المتتبعين خاصة الباحثين منهم،ـ بضرورة الاهتمام بهذا المعلم السياحي الرائع خاصة أن المحافظة الوطنية للسهوب قد ثمنت فكرة إنشاء بحيرة اصطناعية، والتي يقول أحد المهتمين – ستساهم وبشكل ثري في التنوع البيولوجي النباتي منه والحيواني، وستكون محطة للطيور المهاجرة بعد أن كانت تستقبل سواحلها و نواحيها العديد من أصناف الطيور القادمة من قارتي إفريقيا وأوروبا …
تعتبر منطقة ” المبيديعة ” من بين أهم المناطق الجميلة والأثرية ذات الطابع السياحي ، نظرا لما تتوفر عليه من مؤهلات رائعة يمكنها أن تكون ضمن المناطق المخصصة للسياحية الوطنية، حيث تعد محطة متميزة تدخل في إطار الأماكن الأكثر جاذبية للسائح والباحث عبر وخارج تراب الوطن خاصة ” جبل المفيرد ”، الواقع بها والذي يحمل نحوتا حجرية ورسوما على الأحجار وقد اختلفت أشكال تلك الرسومن التي كانت تحمل نحتا غالبيته يرمز للبقر والغزال الشيء الذي أكد فيه بعض الأخصائيين أن تلك المنطقة كانت تحظى بهذا النوع من الحيوانات، وكذا حملت الأحجار عدة رموز وإشارات بدا أنها تعكس الحياة القديمة للإنسان الذي كان متواجدا في المنطقة ، وقد أرجع أخصائيون زاروا تلك المواقع وتنقلت إليها شخصيا برفقتهم، حيث أن هذه الرسوم تعود إلى 8000 سنة ، كما أكد البعض أن منطقة جبل المفيرد كانت موطنا لصناعة الفخار نظرا للأطلال التي باتت تدل على ذلك، خاصة أن الأرض لا تزال تحتوي على قطع متناثرة من الفخار …
يحدث هذا في الوقت الذي تعيش القصور القديمة حالة من حالات المناطق الأثرية الأخرى في ظلمة النسيان والتهميش وقلة الاهتمام، يقول أحد المواطنين هناك ، حيث تعد القصور القديمة أحد المعالم الأثرية التي تعكس الصورة الأزلية لتلك القبائل التي تعيش بهذه المناطق؛ والذاكرة التي تحمل تاريخها؛ إذ أن البيوت التي كان يسكنها الناس في فترة مضت ، وأضحت القصور اليوم تندثر بشكل واضح وجلي من خلال عدم ترميمها وإعطائها وزنها الحقيقي مثل قصر ” ولاد عايد ” وقصر ” العبادلة ” وقصر ” المعرقبين ” وغيرها من القصور الأولى القديمة، التي تحمل ذاكرة حية للحياة بالأمس ، فمتسائل يقول هل هي قلة اهتمام ؟ أم أنها عين صرفت النظر بعيدا عن جمالية هذه المناطق السياحية والأثرية ؟ ليبقى الرهان على العناية بها صعبَ المنال في ظل تثاقل الجهات المسؤولة والمختصة يقول آخر ….